[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قبس من نور القرآن الكريم
والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين
أختاه.. لطفاً طفلك يصرخ
الطفل جزء من أمه، وقطعة من كيانها، وفلذة كبدها، بل هو كبدها يمشي على
الأرض، فهي تحنو عليه، وتعكف على راحته، وتفتدي ابنها بنفسها، وتتمنى
حياته ولو بموتها «والجود بالنفس أقصى غاية الجود»، وهذه الصلة الوثيقة
التي تربط الأم بطفلها تبلغ ذروتها عند ولادته وتزداد محبة وقرباً مع كل
جرعة لبن من ثديها، ومن خلاصة دمها وعروقها، وترضعه الكرامة والمحبة مع
اللبن، ترحمه صغيراً ليرحمها كبيراً، ومن أجل هذا المعنى السامي شرع
الإسلام «حق الرضاع» كحق ثابت ومشروع للطفل على والديه، ولا تمتنع عنه أمه
إلا لضرورة قاهرة، ولقد جعل النبي (ص) حق الحضانة للأم عند الطلاق ما لم
تتزوج، وذلك حتى لا يفرق بين أم وأبنها، وجعل الإسلام نفقة للأم وابنها في
فترة الرضاعة سواء من الزوج أو من بيت المال عند عجز أبيه، كما كان في
خلافة عمر رضي الله عنه حينما فرض للمولود عطاءً من بيت المال من حين
ولادته، وكل هذا يدل على عظمة الإسلام في التشريع، الذي سبق بعدالته
ومنهجه كل تشريعات الأرض، كيف لا وقد كتب الله الإحسان على كل شيء. فهل
حفظت هذه الحقوق نساؤنا اليوم؟ وكما قال الشاعر:
ليس اليتيم من انتهى أبواه من
هم الحياة وخلفا ذليلا
إن اليتيم هو الذي تلقى له
أما تخلت أو أبا مشغولاً
ولا اقصد بهذا المقال تضييق واسع، بل بيان واقع، شرعي وإنساني، يتدخل فيه
حكم الشرع وصوت العقل ونبض العقل ودمع العين، في وقت اختلط فيه صراخ الطفل
ورنين الجوال في كل أوان، وبريق السوق، وحكايات زمان، مع نسيان حق الطفل
كما ورد في شريعة الرحمن، تطالب المرأة بالحقوق فهل أدت ما عليها من
واجبات؟
هل من الممكن ان تقوم الخادمة أو الحاضنة بدور الأم في الرضاعة؟ وهل حاجة
الطفل فقط لكأس من حليب أو تنظيف ثياب أو إسكات عند بكاء؟ ولمن يكون ولاؤه
للأم أم للخادمة؟ هل رحم الأم كان مستعاراً لتسعة أشهر فقط؟ فلم لا نعتمد
إذن على أطفال الأنابيب فحسب؟ ولا عجب إذن لمن قالوا ببدعة الاستنساخ.
قامت الدنيا ولم تقعد للمطالبة بحقوق النساء، فنسيان حق المرأة جريمة لا تغتفر وإهمال طفل مسألة فيها نظر.
من المسؤول عن جرائم قتل الأطفال على يد الخادمات؟ وهذا مشهور ومعروف في
ملفات القضايا والمحاكم، بل قتل الأطفال على يد الأمهات أحياناً كما ذكرت
ذلك كثير من وسائل الإعلام، وإذا ضاق صدر الأم عن رعاية ولدها وتنظيفه،
فصدر الخادمة أضيق.
ولتعلم النساء جيداً مكانة الرضاعة في الإسلام، حيث حرّم من الرضاع ما
حرّم من النسب، وذلك بسبب حليب الأم الذي يشكل عقل الطفل وكيانه وفؤاده،
وجعل الشرع مدتها عامين كاملين إلا عند ضرورة تقدر بقدرها.
ولتعلم الزوجة الصالحة أنها روح البيت، إليها تسكن النفس، وبها تنتظم
الحياة، تقوم بتنظيف البيت، وتربية الأبناء على الفضيلة، وإن في أمانتها
استقرار الحياة، وفي فضيلتها نجابة الأولاد وصلاحهم، وهي خير المتاع
الحلال في الدنيا، ولن تشعر بهذا المعنى إلا إذا أدت ما عليها من واجبات
وتكاليف، ولقد سوى الإسلام بينها وبين الزوج في أمور الدين، فهي مطالبة
بسلامة العقيدة وأداء الفرائض، ولقد أعطاها الإسلام مملكة كمملكة الرجال،
مراعاة لطبيعتها، فالرجال عليهم الكسب والتعب والجهاد والنصب لخدمة صاحبة
التكريم والدلال، وهي لها مملكة البيت، ولا مانع من المشاركة فيما تقتضيه
ضرورات الحياة بغير إفراط أو تفريط.
كلمة أخيرة:
قبلما تصحو النساء على صوت العقوق يجب ان يعرفن أن الجزاء من جنس العمل،
فعلى قدر رحمتها بابنها ورعايته صغيراً سيكون بره ورحمته بها كبيرا.