بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسوله الأمين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]في ظلال آية: لأبي أنسفي ظـلال آية ... لحـظـات إيمانية
في ظـلال آية ...إلتفاتة إلى كتاب الله
في ظـلال آية ... تفكـرفي كلام اللهفي ظلال آية ... لتطمئن القلوب الحائرة بذكر الله
(ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ... و ترسو النفوس الحائرة على شواطيء الإيمان الآمنة
في ظـلال آية ... جرعة إيمانية نتناول فيها آية من كتاب الله، نتفيأ
ظلالها الوارفة، و نستنير بهديها المنير و نسير على صراطها القويم و نتفكر
في معانيها السامية و مضاميتها الإيمانية... نقرأ كلام المفسرين حولها
لنفهم مراد الله منها فليس كمثل كلامه كلام و ليس بعد بيانه بيان
لنبدأ على بركة اللهفي ظلال قوله تعالى{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا
قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ
أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً
مُّبِيناً}
الأحزاب36هذه الآية من آيات البلاء و الإمتحان و التمحيص
تضع المؤمن على المحك الحقيقي لإيمانه ليتميز الصادق من الدعي ، و الكيّس من العاجز
يالها من آية عظيمة تكشف حقيقة الإيمان عندما يصطدم أمرالشرع مع هوى النفس
و عندما يكون أمر الله و رسوله في كفة، و حظوظ النفس و شهواتها في كفة أخرى
كلنا نحب الإسلام ... و كلنا نحب رسول الله صلى الله عليه و سلم
و كلنا نطمع في رضوان الله وجنته ... و كلنا يتمنى أن يكون مؤمناً صادق الإيمان
و لكن هل المسألة بالتمنى و الإدعاء؟؟ أم بالعمل و الإخلاص؟؟
هل نريد الإيمان بلا عمل و نرجوه بلاثمن؟!ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله هي الجنة
أخي الكريم: إنها أية تستحق منا التوقف عندها و تأمل كلماتها و استيعاب مدلولاتها
ثم مقارنتها بالواقع الذي نحياه و النهج الذي نعيشه
إن هذه الآية تحمل معنى الإسلام ألا و هو الإستسلام لله و الإنقياد له و الخضوع له بالطاعة
فهو استسلام و انقياد وخضوع و لامجال فيه للإختيار بين قبول و رفض و لا بين أخذ ورد
إذا جاء أمر الله و رسوله في مسألة من المسائل فليس غير السمع والطاعة
لا اعتبار وقتها لهوى النفس و لا لعادات المجتمع ولا لأي اعتبار آخر، هذا هو معنى الإستسلام لله و الإنقياد له
أما إذا تخيرنا من شرع الله ما يوافق أهواءنا و رغباتنا و عاداتنا و جئنا به على أنه دين خالص لله
و في نفس الوقت تركنا ما يخالف أهواءنا و عاداتنا و تقاليدنا بحجج واهية و أعذار ملفقة
فذلك هي الخيرة التي لم يرتضيها لنا ربنا سبحانه و تعالى بنص الآية الكريمةإن رسول الله صلى الله عليه و سلم المبلغ عن ربه تبارك و تعالى كما أمرنا بالصلاة و الصيام و الزكاة
أمرنا بغض البصر و حفظ الفرج و صلاة الجماعة و طاعة الوالدين و صلة الأرحام و إرخاء اللحى و حجاب النساء
و نهانا عن الغيبة و النميمة و أكل الربا و الإسبال و أذى الجار و سماع الغناء
و غيرها من الأوامر والنواهي مما لايخفى على مسلم و لا مسلمة
فليقف أخي الكريم كل منا مع نفسة وقفة محاسبة في ساعة صدق مع النفس و ليسأل نفسه:
هل أنا ممن يأخذ من دين الله ما يوافق هواه ويترك ماعدا ذلك ؟
فمن وجد خيراً فليحمد الله و ليسأله الثباتو من وجد غير ذلك فليثب إلى رشده و ليقصر نفسه على الحق قسراًفالأمر جد لا هزل فيه و حق لا مراء فيه
و الموعد: يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم
و الموعود: جنة نعيم أو عذاب مقيم
اللهم إنا نسألك عملاً صالحاً ونية صادقة وقلباً خاشعاً ولساناً ذاكراً وعلماً نافعاً
اللهم إنا نسألك الإخلاص في القول والعمل وحسن القصد والتوكل
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وإلى اللقاء في وقفة قادمة مع آية اخرى من كتاب الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته