رسائل الفضائيات سطو "تقني" على جيوب المشاهدين (حب وغرام بأسماء وهمية )

مع الانفتاح الاعلامي الذي يشهده العالم من حولنا لم تعد هناك صعوبة في الحصول على ترخيص للبث , واصبح الأمر اكثر سهولة وأقل تعقيداً من السابق , وصار الاستثمار الاعلامي "الفضائي" فكرة هامة ومطروحة على طاولة رجال الأعمال وحتى المبتدئين في التجارة والاستثمار نظير ماتقدمه شركات الاتصالات من اغراءات ما دفع الكثيرين من المستثمرين الى الدخول في هذه القنوات المربحة والتي تدر الملايين بغض النظر عن المحتوى والهدف .

ولدخول المستثمرين بعدد كبير فقد الاعلام الفضائي جزءاً كبيراً من هيبته رغم انه اقوى انواع الاعلام في التأثير .

ولو سألنا من هو المستفيد الأول والاخير من هذا الامر لتبين ان اصحاب تلك القنوات وشركات الاتصالات هم الرابح الأول , وان المشاهد هو الضحية وهو المغلوب على امره عندما انساق بطريقة أو باخرى الى اغراءات هذه القنوات التي لم تجد رادعاً فصارت تختلق الاكاذيب والمغريات في سبيل جذب المشاهد للمشاركة معها سواء في المسابقات ام في شريط الدردشة (الشات) .

وتعمل هذه القنوات على جذب المشاهد بطريق ملتوية منها المشاهد الإباحية والإيحاءات الجنسية والأغاني المصورة وما تحويه من مشاهد رقص مبتذل يداعب غرائز الشباب ويتعمد تحريكها .

كما أن القنوات المتخصصة في الشعر لها دورها الكبير في انطلاق رصاصة التطرف القبلي واثارة النعرات القبلية , وتأجيج التطرف الديني في اختلاف المذاهب عبر رسائل التفرقة والتمييز الطائفي داخل الوطن الواحد ولم تسلم هذه الفرق من عبث هذه القنوات التجارية التي تهدف الى جمع أكبر قد من المال على حساب مشاعر البعض دون الآخر آخذةً في الاعتبار مبدأ الكم وليس الكيف .

وامام هذه الموجة التجارية الجارفة انكشف التنافس بين تلك القنوات لاستقطاب المشاهد بأي طريقة وبأي وسيلة دون الاكتراث لما يعرض على شاشات قنواتهم .

ومما يلفت النظر ان اشرطة الشات في هذه القنوات وخاصة قنوات الأغاني مسيئة للغاية وخارجة عن العادات والتقاليد بعرضها اللا أخلاقي والمنافي للآداب العامة والذوق العام .

وتتنوع رسائل الشات من حيث الشد بالكلام والسب والقذف والتهجم والاتهام وسلب الحقوق والتهجم على القبائل والعوائل والتمييز بينهما .

وعلى الطرف الآخر تمثل تجارة الشات في القنوات الفنية مورداً حيوياً لاصحابها حيث تجاوز الأمر كبار السن ووصل الى المراهقين بعد ان نجحت القناة في اثارة هذه الفئة واستقطابها واصبحوا ضحية لتلاعب العاملين في غرف "الكنترول" بحيث يتم عرض رسائل غرامية بأسماء مستعارة والتركيز على العنصر النسائي ليتم دفع الجميع الى دهاليز التعارف طويلة الأمد ويتحول الامر الى ركض محموم من أجل هدف معين رسمه كنترول هذه القناة بدقة وعناية .

وتتنوع الأسماء التي يبتكرها مسئولي الشات فمن بينها "مطلقة" "فتاة ترغب في علاقة جادة" "بنوتة حلوة تبي تعارف" و "حلوة وجادة" ... الى آخر هذه المسميات .

وكل ذلك ماهو إلا عملية نصب واحتيال تهدف الى جذب المشاهدين من أجل الكسب المادي فقط .

ولان الهدف مادي لم تقتصر هذه العمليات على القنوات الشعرية والفنية بل تعدت الى القنوات الدينية المحافظة والتي اعتمدت على شريط الشات مستغلةً طيبة المتابعين لها وقناعتهم بمصداقية القائمين على تلك القنوات من كافة النواحي .

ووجدت تلك القنوات مردوداً مادياً جيداً بل انه تعدى ما تجنيه قنوات الأغاني والفن وشهدت دخول فئات عمرية كبيرة من كلا الجنسين بعد وضعت تلك القنوات مجالاً للزواج من خلف الكواليس تقوم عليه أسماء بأرقام ورموز وهمية .

ولايخفى على الجميع النتائج المؤسفة لمن يصرف امواله على رسائل الشات والتصويت ومن هذا المنطلق فأن مبدأ الرقابة العائلية مطلوب من الجميع سواءً اولياء أمور أو العاملين في هذه القنوات فعليهم ان يراقبوا الله ويتقوه حتى وإن كانت قنوات دينية حتى لايقع المشاهد في الغرر ويخسر وقته وجهده فلا ضرر ولا ضرار .

وعلى تلك القنوات عدم نشر أي رسائل مسيئة وعدم العبث بعقول ومشاعر المشاهدين وابتزازهم بعرض كل ما يثير غرائز المراهقين والمراهقات .

وعلى الجهات الرقابية الرسمية ملاحظة ما تنتهجه هذه القنوات وقراءة تأثيرها القادم على المشاهدين وهل خدمت المجتمع والمتابعين أم انها مجرد أداة استثمار مادي فقط [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]